قالت له زوجته فى قلق:
- لا أعرف لماذا انا خائفة هذه المرة من ركوبك الطائرة؟
- ربما لوجود "نرمين" معى؟
- لا ادرى.
- آلست مؤمنة ان لكل اجل كتاب كما أخبرنا الله ؟
- ونعم بالله؟
- صدقينى البنت 7 سنين..هى مصدر خوفك؟
- اتركها هنا؟
- اذن انتى خائفة عليها وليس على.
وضحك الزوجان..أما الطفلة فهى متعلقة برحلة الطائرة مع ان الاب فى مهمة وظيفية.
اقلعت الطائرة المدنية فى رحلتها الداخلية من الاسكندرية لاسوان وعلى متنها 150 راكبا من مختلف الجنسيات جاءو من اوروبا والهند والصين للسياحة...
المصرى الوحيد غير المهندس نبيل وابنته هو ذلك العملاق الضخم صاحب الوجه الطفل او "البيبى فيس" ...المعلم كرشة
الصغيرة نرمين تطالع منظر الدلتا فى سعادة وتقول لابيها فى إستعراض للمعلومات :
انت عارف ايه ال7 اللى تحت دى يا بابا؟دى دلتا نهر النيل
المهمه الموكلة للمهندس نبيل هى "فحوصات فى جسم السد العالى" مع فريق من الخبراء لاجراء عملية ترميم فى الخزانات
وبدون مقدمات سقطت المضيفة على ارضية الطائرة نتيجة هزة عنيفة...الركاب ال150 اصابهم الرعب...
السماعات الجانبية أعلنت...
"اربطو الاحزمة جيدا الطائرة دخلت فى مطب جوى"
وقامت المضيفة بعد السقوط وفى عينها علامات فزع تحاول إخفاءه دون جدوى..ورغم إبتسامات متكررة لم تفلح فى إقناع أحد بالطمأنينة .
وانطلقت السماعات للمرة التانية ولكن فى لهجة مخيفة:
"هبوط إضطرارى..هبوط إضطرارى...عطل فى المحرك"
واتجهت الطائرة نحو رمال الصحراء كالصاروخ...وبلا تردد هتف الكبير والصغير...الطيب والشرير..المؤمن والمشرك والملحد...الكل راح ينادى:
"يا رب"
الكل رفع كفيه عاليا ورآسه تتجه الى السماء...لم ينظر احد الى اسفل ولم يقل أحد يا "بوذا" أو يا "شمس"..حتى ذلك المجوسى عابد النار - لم يتفوه بلفظ النار التى يعبدها وانما نادى ربه الحق وهو يهتف بلغته:
مفزوعا مرتعشا:
"يا إله السماوات والارض"
"آه"
هل انزاح فجأة غطاء الجهل والغرور والكفر؟
ولماذا ينتظر البشر لحظة غرق السفينة...لحظة سقوط الطائرة حتى يعلنو ايمانهم؟
وسقطت الطائرو حطاما ولهيبا...147آدمى مع طاقم الطائرة تحولوا فى لحظة الى جثث متفحمة.
وبلا ماء ولا طعام وجد المهندس نبيل نفسه مع نرمين مع العملاق ذو الوجه البرئ
أحياء يرزقون يتكلمون يتحركون
كيف حدث هذا ؟
هل هذه معجزة؟؟
لا ...بل هذا هو القدر المكتوب.
العمر محدد
والمصائب محددة
والرزق محدد
والمصير التعليمى محدد
أين الانسان إذن؟
أين ارادة البشر إذن؟
طافت هذه الخواطر فى خيال المهندس وهو يحتضن إبنته ويبكى...
ويجئ جواب التساؤلات على لسان المعلم صاحب الوجه الطفل وهو يمسح دموعه:
وكأنما أطلع على خبايا رفيق الرحلة:
- كله بأمره إحنا علينا السعى والباقى على الله...علينا نختار بين الايمان والكفر ..بين الخير والشر..ومالناش فيها..كله بأمره
وبأمره...بأمر ملك الملوك سمع الاحياء الثلاثة وسط صمت الصحراء أزيز طائرة عمودية تتحرك نحوهم..تقترب وتقترب وتهبط على بعد أمتار ليقفز منها رجال إنقاذ ورجال اسعاف.
- لا أعرف لماذا انا خائفة هذه المرة من ركوبك الطائرة؟
- ربما لوجود "نرمين" معى؟
- لا ادرى.
- آلست مؤمنة ان لكل اجل كتاب كما أخبرنا الله ؟
- ونعم بالله؟
- صدقينى البنت 7 سنين..هى مصدر خوفك؟
- اتركها هنا؟
- اذن انتى خائفة عليها وليس على.
وضحك الزوجان..أما الطفلة فهى متعلقة برحلة الطائرة مع ان الاب فى مهمة وظيفية.
اقلعت الطائرة المدنية فى رحلتها الداخلية من الاسكندرية لاسوان وعلى متنها 150 راكبا من مختلف الجنسيات جاءو من اوروبا والهند والصين للسياحة...
المصرى الوحيد غير المهندس نبيل وابنته هو ذلك العملاق الضخم صاحب الوجه الطفل او "البيبى فيس" ...المعلم كرشة
الصغيرة نرمين تطالع منظر الدلتا فى سعادة وتقول لابيها فى إستعراض للمعلومات :
انت عارف ايه ال7 اللى تحت دى يا بابا؟دى دلتا نهر النيل
المهمه الموكلة للمهندس نبيل هى "فحوصات فى جسم السد العالى" مع فريق من الخبراء لاجراء عملية ترميم فى الخزانات
وبدون مقدمات سقطت المضيفة على ارضية الطائرة نتيجة هزة عنيفة...الركاب ال150 اصابهم الرعب...
السماعات الجانبية أعلنت...
"اربطو الاحزمة جيدا الطائرة دخلت فى مطب جوى"
وقامت المضيفة بعد السقوط وفى عينها علامات فزع تحاول إخفاءه دون جدوى..ورغم إبتسامات متكررة لم تفلح فى إقناع أحد بالطمأنينة .
وانطلقت السماعات للمرة التانية ولكن فى لهجة مخيفة:
"هبوط إضطرارى..هبوط إضطرارى...عطل فى المحرك"
واتجهت الطائرة نحو رمال الصحراء كالصاروخ...وبلا تردد هتف الكبير والصغير...الطيب والشرير..المؤمن والمشرك والملحد...الكل راح ينادى:
"يا رب"
الكل رفع كفيه عاليا ورآسه تتجه الى السماء...لم ينظر احد الى اسفل ولم يقل أحد يا "بوذا" أو يا "شمس"..حتى ذلك المجوسى عابد النار - لم يتفوه بلفظ النار التى يعبدها وانما نادى ربه الحق وهو يهتف بلغته:
مفزوعا مرتعشا:
"يا إله السماوات والارض"
"آه"
هل انزاح فجأة غطاء الجهل والغرور والكفر؟
ولماذا ينتظر البشر لحظة غرق السفينة...لحظة سقوط الطائرة حتى يعلنو ايمانهم؟
وسقطت الطائرو حطاما ولهيبا...147آدمى مع طاقم الطائرة تحولوا فى لحظة الى جثث متفحمة.
وبلا ماء ولا طعام وجد المهندس نبيل نفسه مع نرمين مع العملاق ذو الوجه البرئ
أحياء يرزقون يتكلمون يتحركون
كيف حدث هذا ؟
هل هذه معجزة؟؟
لا ...بل هذا هو القدر المكتوب.
العمر محدد
والمصائب محددة
والرزق محدد
والمصير التعليمى محدد
أين الانسان إذن؟
أين ارادة البشر إذن؟
طافت هذه الخواطر فى خيال المهندس وهو يحتضن إبنته ويبكى...
ويجئ جواب التساؤلات على لسان المعلم صاحب الوجه الطفل وهو يمسح دموعه:
وكأنما أطلع على خبايا رفيق الرحلة:
- كله بأمره إحنا علينا السعى والباقى على الله...علينا نختار بين الايمان والكفر ..بين الخير والشر..ومالناش فيها..كله بأمره
وبأمره...بأمر ملك الملوك سمع الاحياء الثلاثة وسط صمت الصحراء أزيز طائرة عمودية تتحرك نحوهم..تقترب وتقترب وتهبط على بعد أمتار ليقفز منها رجال إنقاذ ورجال اسعاف.